جمال نعمان .. اعادة الروح لجسد موسيقي تراثي
منذ عدة سنوات قدمت لي "سلمي كريم" -صاحبة مدونة "سويتولوجي" المتخصصة في عرض الموسيقي العالمية والمغاربية والكاتبة الموسيقية في عدة اصدارات مغربية ومصرية - المبدع جمال نعمان .. ومرت سنة و انا اسمعه بكل شغف الي ان زادتني مغنية الروك المغربية "خنساء باطما" توصية بسماع جمال نعمان بعمق أكثر حتي اتعرف علي تجربته الفريدة من نوعها
وبالرغم من سماعي الدائم له عبر شبكة الانترنت، كنت اشعر ان هناك متعة مفقودة، انتظر يوم سماعه وانا في حضرته، لا لشيء الا اثبات ما اثاره جمال من حنين لظهور غيواني آخر في المغرب .. وقد كان، ذهبت الي حفل بنادي ليلي حديث الطراز لأستمع الي موسيقي تقليدية بروح معاصرة في اجواء شديدة الحداثة .. مدفوعا بنشوة موسيقية اكتب لكم الان عن جمال نعمان
شكل وهيئة "جمال نعمان" وطلته كانت كافية لمحو اي توتر يمكن ان يفصلني عن الرجل، فهو قريب الشبه للأسطورة الغيوانية "العربي باطما" الذي اعتبره ابي الروحي، بساطة وروح بطماوية غير متكلفة .. هو فقط اتي ليستمتع الجميع، من مدينته "العرائش" مدينة الكاتب الصعلوك "محمد شكري" جاء جمال نعمان .. بأحلام لوضع بصمته الموسيقية علي موسيقي الملحون لتخرج بطابعه الخاص وتأخذ مكانها من جديد ليتذوقها جيل شاب منفتح علي ثقافات موسيقية متعددة
كانت أم جمال نعمان تغني في الحفلات، وتأثرت عائلته بالفن الأندلسي وتعاطوه وانتقل ذلك الحب والشغف للصغير جمال، حتي دخل الكونسرفتوار في مدينته العرائش وتعلم عزف عدد من الألات الموسيقية التي ستؤهله فيما بعد لإلتقاط أي آلة في حفلاته والعزف عليها بكل سهولة والابداع في الغناء بمصاحبتها
اتجه جمال لدراسة الفنون والاداء المسرحي بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وقدم عروض مسرحية ومشاركات تلفزيونية من بداية الالفية وحتي عام 2011 .. الامر ايضا قريب الشبه بناس الغيوان التي كانت بدايتهم مسرحية بالأساس
بشغف للموسيقي الأندلسية وانفتاح علي موسيقي العالم، نجح جمال نعمان في تقديم "خلطة" وتوليفة خاصة به فقط، فاشتغل علي المزج بين موسيقي الملحون و الغناوة والموسيقي اللاتينية والجاز في خليط "فيوجن" رائع، علي مستوي الانتاج الموسيقي و استخدام الألات الموسيقية الأساسية في هذه الفنون اعاد فيها تقديم اغاني تراثية مشهورة بروح جديدة ومعاصرة، والتي ستؤدي فيما بعد لظهور فرقته " تريو جمال" وفيها يصاحب جمال عازف جيتار و بركشن بسيط فيما يعزف جمال علي السنتير التقليدي والجيتار و الايقاع علي الدربوكة و الباندير يتبادلها جمال ويغيرها مع اغانيه، معتمدا علي مدرسة "المينيماليزم" او الحد الأدني من الألات الموسيقية المصاحبة
بدأ جمال انطلاقته الموسيقية ب أكثر من 30 مدينة مغربية زارها جمال بموسيقته ورؤيته الجديدة، يجمع حولها المحبين من مدينة لمدينة .. تتطور معه ليغزو الانترنت فيما بعد بحساب يرد علي تعليقات "اليوتيوب" متعجبا طول الوقت ومحتفيا بتعليقات المعجبين
جمال أهدي لي علي وجه الخصوص ليلة موسيقية رائعة في حضرته استمتعت فيها بجمال الموسيقي اللايف وتفاعل الجمهور الذي وزع عليه نعمان بعض الألات الايقاعية ليشاركوه العزف والغناء.. اعتقد ان التجربة لن تقف عند هذا الحد وان جمال مازال في جعبته المزيد
انصتوا جيدا لهذا الرجل :)