هامش طائفى


ومن أغلق عليه داره فهو آمن .. ذلك أفضل، لا أعانى من رهاب الأشياء لسنوات أستمع إلى أشياء يخافها أصدقائى .. الأهل .. الناس، أنا فقط لا أعانى من أى فوبيا بإستثناء نوعين فوبيا عبور الطريق فأنا أكره السيارات وكل ما يتعلق بها من ميكانيكية ومحطات بنزين .. تقدير مسافة وسرعة ... إلخ من ترهات تلك الصناديق المعدنية حاملة الموت فى فعلها اليومى 
قد تكون فوبيتى مبررة إلى حد ما وقد تكون غبية .. من يهتم؟
أنا ايضا أعانى من نوع أخر من الفوبيا .. فوبيا الطائفية و الصراع على خلفيات دينية، وهذا ما لا ولم ولن أستطيع تجاوزه على الإطلاق. على هامش كل الأحداث الطائفية أخاف من وجوه الناس فى الشوارع أشعر وكأن الإحتقان قد ينفجر فى أى لحظة فى وجهى .. انا بالذات .. أكتئب .. أكره الحياة بوجه عام .. الطرقات .. الناس .. البرامج .. الإذاعة .. الموسيقى .. أفلام الكارتون .. الكوميكس .. الإنترنت .. أكره الجميع. إلى الحد الذى قد يجعلنى  أفكر فى الإنتحار بجدية وصرامة وأجدنى أصيغ المبررات والاسباب المقنعة لإنتحارى المتكرر على هامش تلك الطائفية المزعجة
أنا أنزعج من الصوت العالى - صوتى عالى نتيجة لأسباب تتعلق بأذنى نفسها - مع ذلك أكره الزعيق .. التفتفة .. البجبجه كما كان يحلو لأمى تسميتها .. زعيق إنترنت .. زعيق أمام كاميرات المحمول سرعان ماينتقل إلى يوتيوب ليصنع مئات الألاف من المشاهدت فى عدة دقائق .. زعيق فيسبوك .. زعيق 140 حرف على تويتر .. زعيق فى البرامج الحوارية .. زعيق فى الأغانى و الأوبرتات الوطنية ..  الجميع يتكلم فى نفس واحد .. ولايستمع للأخر .. فمن يهتم؟

المشاركات الشائعة