عبد الرحمن قيروش باكو .. الغيناوى الكيناوى الإشتراكى
قاومت الكتابة عن باكو محاولا إبعاد ذهنى عن التفكير فيه، لا أعلم لماذا تحديدا؟ هل بسبب حبى للعربى باطما وماكان بينهم فى أخر أيامه وكرهى لتدمير معنى الصداقة فى لحظات من النزق المادى .. إلى الأن لا أعلم ولكن يجدر الإعتراف بأن باكو من الصعب عدم التوقف والكتابة عنه
عبد الرحمن قيروش أو الملقب بباكو، إبن الصويرة مدينة الفنون وربة آلة الكمبرى المغربية، لفت نظرى و أنا أستمع لأغنية
لبطانا الأغنية الأشهر لناس الغيوان وهو مستغرق فى ملكوته الغيناوى يصدح بالزجل قبل بداية الأغنية
عبيد الصنك المعبود يا گلوب الحجر گلوب طايشة مليانة ب لغدر سلسلتو لقبور . . . ها الحق . . . وها المنكر .. الخز للصخر من هم لبحر شكا والرياح العاصفة هجرات البرق والرعد ما بين صخرة جامدة وعوافي زاندة. . . ل صهد الريح هامدة هذا ب مهمازه ينغز . . . هذا ما يرد عليه لا دوا يداوي حسبت عشرة وعشرة عرفتها شحال تساوي القرن العشرين هذا عايشيت عيشة الذبانة ف لبطانة راه الفرق العظيم بين التفاح والرمانة واش من فرق بين أنت . . . وأنت . . . وأنا
مغمضا عيناه .. محلقا فى سماوات الجذبة الغيوانية، يحكى العربى باطما فى مذكراته تحديدا فى كتاب الرحيل عن قصة إلتحاق باكو بناس الغيوان، حيث سافر الراحل "بوجميع" إلى مراكش باحثا عن عازف ماهر على آلة الهجهوج فإلتقى بباكو مصادفة بعد أن كان يبحث عن عازف أخر معين لم يستطيع العثور عليه فى النهاية ليتفق مع باكو على الإنضمام لمجموع ناس الغيوان ويسافر معه حاملا آلة السنتير الخاصة به ليلتحق بناس الغيوان دون شروط
ويحسب لباكو إضفاء ذلك السحر الكيناوى الأفريقى على أعمال ناس الغيوان والذى كون مع باقى افراد المجموعة نسقا موسيقيا مختلفا يعبر بقوة عن المجتمع المغربى من الداخل فى ذلك الوقت
ومن الطريف إن باكو غنا مقطعا فى أغنية لناس الغيوان كان مطلعه ( ياصاح رانى وسط الحملة ) ويقصد هنا الحملة الإنتخابية، ليجد نفسه بعد سنوات مرشحا لخوض الإنتخابات البرلمانية على قائمة الحزب الإشتراكى الديمقراطى بإحدى دوائر جهة الصويرة
ويرحل باكو عن المجموعة .. هو يؤكد إنه رحل مطرودا والجميع يقولون إنه رحل بإرادته ويكى العربى باطما فى كتابه الألم عن تلك الواقعة ، الكتاب الذى كته وهو طريح فراش الموت يعانى من مرض السرطان ويقول عن باكو
هذا المخلوق الذى عاشرته عمرا .. تنكر لى من أجل المال وقال قولته المشهورة ( أخدم التاعس للناعس ) لكن الأخوة ناس الغيوان صمموا على مساعدتى ماديا وطردوا عبد الرحمان ، ويشهد الله إننى رفضت ذلك لأنى اعلم حال عبد الرحمان، و أعرف كذلك الحالة المادية للأخوة
وبالرغم من تلك النهاية التعيسة لمشوار باكو مع ناس الغيوان إلا إنه كان يرى إن ناس الغيوان إنتهت بموت العربى باطما وإنه يجدر بالمجموعة التوقف عن العمل والإستغراق فى التأمل فى الذات بعد هذا المشوار الطويل مع الموسيقى
إلا أنه بعد رحيله عن ناس الغيوان أسس فرقة لموسيقى الكيناوى ( موسيقى العبيد والافارقة بالمغرب ) التى سرعان ماحققت نجاحا ويستكمل إبنه المشوار عازفا على آلة الهجهوج .. و ينال الأب باكو نصيبه من المرض الذى ألم به منذ سنة 2006 ويصارعه حتى كتابة هذه السطور
هامش مرئى : باكو فى إحدى حالات الجذبة الكناوية