جمعة الكلام فى الشيخ زايد
قررت إمبارح الفجر إنى أعمل حاجة النهاردة بما إنهم دعوا "لجمعة الغضب" لحد الساعة 7 الصبح مافكرتش إن النهاردة الجمعة خالص بالرغم من ترديد "جمعة الغضب" فى دماغى أكثر من مرة .. كان هدفى إنى انزل بدل ما أعمل دوشة و جرى من الأمن فى وسط البلد ووجع الدماغ دة كله .. إنى أكلم الناس .. أى ناس هاقابلهم .. و أدعى إن الهدف الأساسى من الموضوع كله إن الناس اللى ماتعرفش تعرف أو هكذا أتصور
أخدت دش ساخن لزوم الفوقان بعد تطبيق يومين، سرحت شعرى بعناية شديدة و لبست بدلة بس علشان خاطر اللى هاكلمه مايفتكرش فى أول لحظة إنى عايز أشحت منه أجرة السفر مثلا، وإنطباع البدلة فى الشارع المصرى و تعاطى الناس للى لابسها بيكون مختلف و الجميع يعلم أكثر منى فى هذا الشأن .. أثناء نزولى إفتكرت فعلا إنه يوم الجمعة .. و بحساب بسيط .. هايكون فى ناس أه مش الشريحة المستهدفة اللى كنت متخيلها بس أكيد الموضوع هايكون أفضل
العارف بجغرافيا الشيخ زايد وطبيعتها الإجتماعية هايعرف أكيد إن الجمعة يوم مميز للعمال ..أصحاب "المرمات" المؤقتة .. يوم الجمعة عطلة الموظفين اللى بيستغلوه فى ترميم و إصلاح ما عجزوا عن توفير الوقت اللازم لإصلاحه طوال الأسبوع لعدم التواجد فى منازلهم .. تستطيع تمييز زيادة عدد عمال "الأجنة و الشاكوش" ورافعى الرتش و الهدد وغاسلى الموكيت والسجاد فى عطلات نهاية الأسبوع
هو شارع طويل يربط الشيخ زايد بالعالم الخارجي حتى طريق المحور الرابض على ناصيته"هايبر" العملاق، نقاط تجمع العمال معروفة للجميع .. المهمة سهله
على أول محطة أتوبيس قابلت خمس شباب يحمل كل منهم كيس بلاستيك وضع فيه أغراضه بدون إهتمام، فى الغالب منتظرين أى مواصلة الى أحد الأحياء المتقدمة إجتماعيا بعيدا عن تلك البقعة .. سلام باليد على الجميع .. سألتهم إذا كانت المواصلات شغالة دلوقت لهايبر .. بحميمية أجابوا سؤالى .. قررت الإنتقال للنقطة الأهم .. إنتوا بتدخلوا ع النت يا شباب ؟ رد واحد منهم أنا بقعد فى سايبر .. لو عايز سايبر هاتلاقى فى سوق اللؤلؤة بس مش فاتح دلوقت.. رديت بعفوية .. تعرفوا خالد سعيد؟
رد أحدهم .. دة شغال هناك؟
قلت لأ واكملت محاولا تبسيط الموضوع .. دة شاب من أسكندرية كان قاعد فى ليلة فى سايبر إلخ إلخ
إستمعوا بإهتمام من دون مشاعر إستغراب أو دموع وما الى ذلك من حالات الضعف الإنسانى هم فقط إستمعوا بإصغاء وإهتمام
سألنى واحد فيهم إنت منين ؟
قلتله أنا من المطرية بس صعيدى عبابدى من قوص أصلا .. أجاب أحدهم إنهم من الفيوم يعنى إحنا ولاد عم
أه أنا ليا قرايب فى المطرية انت منين فيها ؟
بعد الإطمئنان على هويتى الشعبية و السؤال على عملى ، الذى جاوبتهم عليه ( بالكذب ) إننى اعمل فى هايبر بس بقالى 3 سنين هناك و إترقيت
أعادنا أحدهم لخالد سعيد .. طب و الناس اللى على النت دى صحابه يعنى ؟
لا دول مصريين زينا زيهم - الكلمة أخدتهم- من الواضح إن إستخدام كلمة مصريين أصبح قاصرا على المنتخب الوطنى لكرة القدم حتى أصبحت كلمة غير متداولة فى توصيف الأشخاص أكملت اننا لازم نرجع "للواد" دة حقه و حكيتلهم على الناس اللى نزلت تقرا قرأن على الكورنيش - أعجبتهم الفكرة- وقلت ان الموضوع ماكانش كدة و بس لا فى ناس نزلت عملت مظاهرات وان كل الحاجات دى عملت تأثير و انهم بيحققوا مع اللى عمل كدة فيه .. و بعد دردشة طويلة طلبت منهم حاجة واحدة بس .. وشرحت إن ممكن الحاجة دى - وإحنا صعايدة و فاهمين- بسيطة بالنسبالنا بس كبيرة فى حق الميت الشهيد .. إننا نفتكره و نحكى للناس عنه .. و زى ما بيقول حسه ما ينقطعش فى الدنيا .. سلامات بالأحضان مع تبادل التليفونات على وعد بقعدة تانية فى يوم بالليل ع القهوة علشان كلامى عجبهم و عايزين نقعد تانى
تكرار ما سبق مع إثنين آخرين وضح عليهم الخوف و القلق من أول كلام .. بإختصار قصروا معايا و انا ماحبتش أزود .. وصلت لنقطة تجمع العمال .. الكل جرى عليا معتقدين إنى زبون و جايب "مرمة" قلت انا جاى أسأل على الأسعار الاول و إنى شغال فى هايبر بقالى فترة و ساكن بالإيجار بس لسه جايب شقة بالقسط و عملى ما إتعاملت فى الهدد والتشطيب و عايز افهم .
قلتلهم ماتيجى نقعد أحسن .. بعضهم تفرق وبعض الطامحين فى الشغلانة المستقبلية قعد معايا و فضلنا نحكى عن التشطيبات و الأسعار و ظروف الشغل فى الشيخ زايد .. قلتلهم إنى شوفت شغل على النت و نفسى أعمل زيه .. إنتوا بتدخلوا ع النت .. أجاب أصغرهم إنه "بيفتح الميل" من السايبر فى اللؤلؤة قلتلهم لا فى شغل ديكور ع النت و انا فتحت النت كتير علشان اتفرج وأفهم الليلة قبل ما أعمل أى حاجة
صحيح شوفتوا " الواد" بتاع إسكندرية دة اللى قتلوه فى السايبر ؟؟ .. كلمة قتل لوحدها مثيرة للإهتمام علشان نبدأ الحكى اللى كان ممتع المرة دى بحكاوى قناوية عن تجاربهم مع الحكومة، وأخدنا راحتنا فى الكلام على الأخر الى حد الشتيمة فى كل كبير و صغير مسئول عن الحوارات دى .. مغادرة على وعد انهم يحكوا الحكاية لكل اللى يعرفوهم علشان "الواد" دة ماينقطعش حسه فى الدنيا
رجعت البيت .. أنا فى الغالب بضرب صحوبيات مع الجميع .. السوبر ماركت .. بتاع الخضار .. بتاع شواية السمك .. فى العادى بنزل أقعد مع كل دول لما بكون زهقان .. نعرف كل التفاصيل عن بعض .. هما فرحانين بالصحفى بتاع المطرية اللى زيهم و شبههم و انا مبسوط إنى بلاقى حد أقعد معاه و أحكى
مش مبسوط من الموضوع لأنه حاجة "كوول" وعلى رأى بعض الناس - نزلنا و كلمنا الناس الشعبيين- لأ أنا مزروع مع العالم دى ليل نهار .. بس المرة دى كان النزول بشكل أكثر منهجية وتركيز على نقطة واحدة، واثق إن خالد سعيد بعد كام يوم هايبقى حديث مقاهى العمال فى الشيخ زايد و إن دايرة الحكاوى وسعت شوية