عن أوسلو .. وموسيقي العالم
عدت منذ ايام من مهرجان أوسلو لموسيقي العالم، بعد مشاركتي في برنامج "المفوضين الدوليين" للمهرجان، خلال اسبوع من المقابلات والاجتماعات والحفلات، استمتعت بشكل شخصي جدا بتجربة فريدة علي مستوي الموسيقي والتشبيك بين الصناع والمهتمين بها .. اضافة الي المعرفة القريبة عن تفاصيل ارتباط مدينة "اوسلو " بالموسيقي وبالمهرجان نفسه
يهتم "مهرجان أوسلو لموسيقي العالم " بالأساس، بجلب ما يحدث في عالم الموسيقي _الغير رائجة تجاريا الي مدينة أوسلو، علي مدار اعوام المهرجان الناجحة، استطاع بكل سهولة بناء ارتباط كبير بين سكان مدينة أوسلو وبين انشطة المهرجان، بالرغم من موعده الموافق لأعياد الهالويين، الا ان طائفة كبيرة من سكان اوسلو تعتبر المهرجان، عيدها الخاص ، الذي يحرصون علي حضور انشطته الممتدة لأسبوع كامل كل عام
اتاحتلي مشاركتي في برنامج المفوضين الدوليين للمهرجان، عدد من الزيارات واللقاءات مع صناع الموسيقي في أوسلو، والمهتمين
بالحركة الموسيقية عموما، سواء اماكن الفعاليات، الانتاج الموسيقي، الاعلام والترويج
اضافة الي التعرف علي اعضاء البرنامج انفسهم، الذين تم اختيارهم من كندا، امريكا، الاجنتين ، البرازيل، كوراتيا، وعدد من ، الصحفيين العالمين في مجال الموسيقي في كبري الصحف العالمية، اغلب اعضاء البرنامج يعملون خارج بلادهم، او انتقلوا للعيش والهجرة لبلاد اخري للاستئناف انشطتهم الفتية هناك، كانت فرصة جيدة للتعرف علي كل هذه التجارب بالتأكيد
من خلال المعلومات والأرقام ، بدت اوسلو لي كمدينة عامرة بالفنون والموسيقي، في احدي الزيارات "لمنتدي موسيقي الجاز" في النرويج، قامت المسؤولة علي المنتدي بعرض لأرقام متعلقة بموسيقي الجاز وحدها في النرويج، صدمني رقم ما يقرب من 6000 حفلة سنوية لموسيقي الجاز في النرويج وحدها، بلاد تعدادها 5 ملايين يعتبر هذا الرقم لهذه الموسيقي كبيرا جدا، ناهيك عن عدد الاماكن والمسارح المخصصة للحفلات الكبيرة والصغيرة
خلال فعاليات المهرجان، شاركت في جلسة عن الحرية والموسيقي، الجلسة كانت بمقر مركز جائزة نوبل للسلام، صراحة لم استطيع تجاهل فخامة هذا الحدث بالنسبة لي، لذلك اردت ان يكون حديثي عن شيء مميز بعيدا عن قوالب وكليشيهات احاديث "حرية
التعبير" اخترت ان يكون حديثي، عن من انتزعوا حريتهم في التعبير، وخاضوا معركة ضد مجتمعاتهم قبل النظام الحاكم في بلادهم
![]() |
photo : Bilge Öner / www.osloworld.no |
كان حديثي عن صعود حركة "موسيقي المهرجانات" في مصر، بدأت الحديث بعرض وحكي عن منطقتي الشعبية التي ولدت بها "المطرية" وعرض صور لها في آخر 150 عام، نهاية بمشهد المطرية الحالي، ثم صور للأفراح في المطرية، وكيف تحولت لمتنفس وحفلة وعرض حي بديل ، عن فقر الحركة الفنية والثقافية في هذه المناطق وعدم وجود صناعة حفلات تغطيها سواء من الدولة او علي المستوي التجاري، فكان الحل استغلال الافراح كحفلة وعرض حي، في وسط هذه المناطق الشعبية
بعيدا عن الطقس، الاحاديث المستمرة عن اللاجئين، وغلاء الحياة في اوسلو، رأيت أوسلو كمدينة مثالية للموسيقي، احببت تفاعل ، الناس مع المهرجان، وارتباطهم به، كحدث مهم، وارتطباتهم وعلاقتهم بمنظمين المهرجان، اعتقد انني لم اقابل ارتباطا بين سكان مدينة ومهرجان مثل ما شاهدته في أوسلو
لا يفهم الجمهور النسبة الأكبر من لغات العروض الفنية للمهرجان، كانت هناك لغة واحدة للجميع الموسيقي ولا شيء غيرها
سأخصص تدوينة أخري تتعلق بالبرنامج الفني ، وتنوعه وعرض لأهم فقراته، مرفقة بقائمة موسيقية للبرنامج الموسيقي