صفحتين من قصة مصورة



الصفحة الاولى

خلفية بانوراميك
المحلة متعبة.. بعد يوم طويل انتهت فيه ثلاثة ورديات عمل مرهقة خلفت ورائها القليل من الدخان المحلق بعفوية فوق ثلاث مداخن هى المميزة لعموم شعب مصر الكروى من أول مباراة بعد صعود فريق غزل المحلة للدورى الممتاز المذاعة مبارياته عبر القنوات الارضية.
الوان قاتمة تفرضها قدسية المكان .. الناظر من الاعلى يميز بسهولة تعانق ساعة مصنع المحلة مع مبانى مجلس ادارته  الرابض على صدور عماله .
الزمان قبل آذان المغرب بدقائق ,, رمضان صيفى مائل للحرارة.
(الكادرات تتحول الى سوبر كادر ، تملأ التفاصيل فى الخلفية  الفواصل بين الكادرات)
كادر 1
احد بيوت المستعمرة ( البيوت الخاصة بعمال غزل المحلة ) أصفر داكن متسخ بالتراب .. الشرفات من الحديد الكريتال عتيق الطراز  مشغول بورد معدني من بتاع أيام الرخص ..
 سميحة سيدة محلاوية فى النصف الثانى من الثلاثينات ممتلئة الى الحد الذى يسمح باطلاق عليها الوصف الانثوي الشعبي .. بطاية ، مدلدلة سبت خوص مكسو بقطعة من قماش ملاية قديمة ، تتصاعد منه أبخرة خفيفة لذيذة. تتلقفه أيدى إلهام ذات الخامسة و العشرون عاما .. قلة الحظ فى الجمال تسبب مع الفقر لتأخر سن زواجها بالرغم من عودها الملفوف فى الجلابية البيتى
سميحة : كل سنة و انتى طيبة يا إلهام ..
سلميلى على أمك و قوليلها هانزلها بعد مسلسل نور الشريف ( كادر إضافى )
-   الكادر مستطيل بالطول على يمين الصفحة.
كادر 2
أم مصرية محلاوية تشبه الى حد كبير الامهات القاهريات فيما عدا لمحة بسيطة من الخشونة خلفتها سنين عملها بالمصنع  ، جلابية سوداء و استعداد تام لصلاة المغرب بعد ان تكون شقت صيامها على بلحاية ، جالسة على كنبة محلاوى مشجرة الكسوة ، يغلبها اللون الاخضر الفاتح مع وردات كبيرة حمراء المحددة ببعض السواد المبتعد عن الحدود بعفوية لعيب فى مكنة طباعة القماش ، قاعدة مربعة أمام ترابيزة مفروشة بجرنال و عليها خمسة أطباق بها القليل من الطعام و زجاجة مياه كانت منذ زيارة أخر ضيف زجاجة بيبسى نزعت ورقتها من المنتصف ليتغير مسارها فى دورة الحياة.
الأم : شالله يخليها سميحة أصيلة و صاحبة واجب
       إنبى لتقوليلها كل سنة و هى طيبة و بعودة الأيام  ( بالون إضافى )
-   الكادر مربع شمال ، يحتل منتصف طول المستطيل فى الكادر الاول
كادر 3
إلهام تحمل طبق تتصاعد منه الابخرة بعد ان دخلت للتو من البلكونة و تركت السبت على الكنبة لتضع الطبق بإهتمام على الترابيزة أمام والدتها.
إلهام : ياريتها تيجى على قد طبق فى فطار رمضان ياما دى هى اللى مصبرانى ع الوردية و كافيانى شر ولاد الحرام.


الصفحة الثانية

كادر 1
كابشن : و فى نفس الاثناء بشقة سميحة
الزوج : الواد مسعد مابطلش زن .. إملى دماغ البت إلهام قبل ما يفوت قطرها
سميحة : أملى دماغ مين .. مبقاش الا خدام الادارة دة كمان اللى يتجوزها

كادر 2
الزوج : يا بت إدارة ايه و مصنع ايه .. دة جواز  !!
سميحة : ماهو عشان جواز !! .. يعنى البت تتجوز واحد ناقص و دلدول عشان تتجوز و السلام

كادر 3
الزوج : ناقص ودلدول ايه بس ؟ دة صنايعى و متثبت كمان
كادر 4
سميحة : اللى يخبص على زمايله و يبقى مخبر عليهم دة ناقص !!

كادر 5
سميحة : و اللى يقف على ابواب الادارة يتمحلس و يشتغلهم خدام يبقى أسمه دلدول  .. و لا ايه يا أسطى ؟

غمزة من عين سميحة ... هاتتفهم بعدين مع الاحداث ( ان جوزها هو كمان دلدول )



* الرواية عن احداث حقيقية من ملفات مركز هشام مبارك


المشاركات الشائعة