عن مرسي وعمدة باريس وكائنات أخري

بس ياسيدي ومن وقتها وهو عمال يحاول يرضي الباريسيين بأي طريقة عن طريق خدمات وخدمات لا تنتهي.. اختتمت احدي الصديقات حكايتها بتلك الجملة اثناء تمشية خفيفة في شوارع باريس ، والتي بدأت بالحديث عن "العقلية النقدية" للمواطن واستمراره في المطالبة والمطالبة ونقد الاوضاع، تبدأ الحكاية او "المثال" ان عمدة باريس قرر المساعدة في رفع المعاناة من المواصلات بتخصيص دراجات علي جوانب الطرق للإيجار عن طريق "الكريديت كارد" والتي لا تستغرق دقيقة واحدة في طريقة سهلة ومريحة، قد يبدوا مشروع طيب وفعال في مدينة تعشق الدراجات، ولكن اصحاب السيارات ارتفعت اصواتهم بالنقد اللاذع للعمدة الذي اقتطع من المساحات المخصصة "لركن" السيارات لتنفيذ المشروع في مدينة تعاني من ازمة في "ركن" سياراتها فتحرك لطرح حلول سريعة، ولم تنتهي القصة، تكررت مع تخصيص سيارات للإيجار السريع ايضا  مربوطة بماكينات خاصة مثل الدراجات سالفة الذكر.. ومع قراره بتخصيص حارة من  كل طريق لمرور الاوتوبيس والتاكسي فقط، لتوفير سيولة مرورية لركاب الاتوبيس اتهمه سكان باريس وقتها بالعمل علي تضييق الشوارع الباريسية الواسعة
 لاحظ اننا نتحدث هنا عن "باريس" تلك المدينة التي قد تكون وجهة نظر البعض فيها ان شوارعها لا تحتاج الي شيء، نتحدث هنا عن قرارات عمدة "اشتراكي" لصالح الغير قادرين لتوفير خدمات تعينهم في مسيرات سعيهم اليومية.. عن قرارات تلمس حياة المواطن العادي بشكل يومي ومباشر جدا
في الوقت اللي ممكن وبشكل مبرر جدا ترتفع اصوات بخطاب من عينة "ادوله فرصة" او "الراجل شغال" او "شكل فرنسا امام العالم" او هيبة العمدة" الخ من القائمة التي يعرفها الجميع عن ظهر قلب 
كل هذا في مدينة سياحية كبيرة في بلد مستقر في ظل نظام سياسي،  مش بلد في اشد الحاجة لقرارات ثورية، والتي 
خرجت للمطالبة "بعدالة اجتماعية" لم تأتي بعد   
لا اجد تبريرا واضحا حتي الأن لنموذج المواطن المدافع عن السلطة، لا يسعي الي نقد الاوضاع او المطالبة بالحقوق، فقط 
دعوات للإنتظار والفرجة وكأننا نعيش في سويسرا مثلا ونمتلك رفاهية العيش والدفاع عن نظامنا الحاكم
ناهيك اننا نعيش في بلد اصلا لا يتحرك فيها ساكن الا بعد الحاح وبعد تكرار وتكرار لمطالب يحتسبها العالم ضمن 
البديهيات 

من حقي الاستغراب والقلق من رئيس لم يفعل شيء سوي الدفاع عن مجلس وحضور بروتوكولات رئاسية في الداخل والخارج .. من حقي الاعتراض علي رئيس تنفجر الاضرابات العمالية فيظهر في خطاب يدافع فيه عن نفسه امام منتقديه مهددا اياهم وكله بالقانون .. من حقي القلق والاستغراب والاعتراض والنقد ، بسبب التوقيت والأولويات والتخبط بعد تصدير صورة ان طائر النهضة سينتشل الجميع من الضياع في غضون ايام .. بالطبع هذا ليس سقف احلامي ولكنه الحد الادني من تصريحات الرئيس نفسه وقت ان كان مرشحا للرئاسة
لا تتسرع في ردود من نوعية "مش معاه سلطة" او "العسكر هو اللي بيحكم" .. قلنا ملايين المرات نتخلص من العسكر اولا ثم نجري انتخاباتنا "مدني في مدني" الاخوان هما اللي اقنعوا الجميع ان انتخاب رئيس هو نهاية كل شيء وهو نجاح الثورة وهو الصورة المنطقية لطرد العسكر وتسليم السلطة.. ففي مدة ثلاثة ايام واثناء "جدلية مجلس الشعب" اولها ظهر  .. مرسي القوي ثم مرسي المتراجع ثم مرسي المعتذر الضعيف امام العسكر القوي .. وكله علي لسان مؤيديه .. اذن من حقي 
كمواطن اني اعرف مرسي انهو واحد في دول؟  
عزيزي المواطن .. شغلانتنا علي "المدفع" اننا ننتقد ونطالب ونعلي صوتنا ولو ماحدش سمعنا "نرفس ونتف" علي رأي صلاح جاهين .. لان "الثور" في رباعية جاهين لو ماقلعش الغمامة هايفضل ماشي وعنده احساس وايمان قوي انه بيوصل لنهاية العالم مرتين في اليوم علي الأقل 
ولأني مش ثور في ساقية .. ومش هالف في نسق وسيناريوهات تم اعدادها مسبقا .. ولان القلب الصلب لإستمرار الثورة 
هو الاستمرار في المطالبة ورفع الاسقف فوق رؤوس اعياها الانحناء
 ..  انا مش هاكون من سكان الوديان سهل المعشر والانقياد .. هافضل مستمر في الايمان اني كائن جبلاوي عنده دم حر وصبره قليل .. عشان المركب بدل ما تمشي وبس .. لا توصل بسرعة 
الرئيس يباشر مهامه الوظيفية

المشاركات الشائعة