ملاحظات بريئة ليحيى مجاهد
وصلتنى الرسالة التالية من الرفيق هانى مهنى .. يحيى مجاهد سابقا .. أنقلها كما هى دعما لمشروع القراءة للجميع - نسخة مابعد الثورة
عزيزي المناضل يوفو ؛ تحية سيبرية من وصلات الجيميل .. رغم انتقالك فيزيائيًا كما فهمت لمجاورة المحاربين البربر ، و رغم تمتعك تلك الأيام بالكثير من التجليات الصوفية التي لم تخلو من بعض الأبيقورية كما اتمني
الا اني ارغب ان اثقل عليك ببعض الشواغل الذهنية شحتني منبرك أقول عليه خطبة الجمعة الأسبوع ده
و اقم الصلاة
-------
#jan25: ملاحظات بريئة
الرغبة في الفهم تتزايد كلما تزايدت ضبابية المشهد ، مجرد السؤال الصحيح الأن معرفة !!
منذ 25 يناير الماضي اندلع ما سيعرف بالتحديد -ما بعد يوم 11 فبراير الجاري - بالثورة الشعبية المصرية ، الثورة التي أطاحت بنظام مبارك و مخطط التوريث و الحزب الوطني الحاكم بكل رموزه البغيضة سواء أن كانت حكومية أو حزبية ، الشعور الغالب في كل الكتابات و محاولة قراءة الحدث هي الدهشة ، في لحظة ما بسبب شيئ ما سيظل مجهول رغم محاولة الكشف عنه أو الإمساك به . حدثت الثورة التي كنا نمني انفسنا بها ، حدث المستحيل و وقف العام مدهوش لهول الحدث ، سقطت الشرعية عن نظام كان يباهي شعبه بصناديق الاقتراع - علي حد توصيف سياسي أصبح الجيش الأن مؤتمن علي الشرعية ، الجيش ممثل في 19 جنرال ، علي رأسهم رئيس الأركان سامي عنان و المشير حسين طنطاوي ، رجل مبارك الوحيد الذي صمد حتي الأن ، أكثر من مرة أعلن الجيش في بياناته عدة تطمينات ؛ الجيش لا يسعى للحكم (ليس أنقلاب) ، الجيش لن يرشح ممثل في انتخابات الرئاسة القادمة ، الجيش حامي لمكتسبات الثورة و منفذ لمطالب الشعب العادلة و الأهم الجيش ملتزم بإنجاز مشروع الدولة المدنية الديمقراطية
و رغم التعهدات هناك ذالك التوجس - مفسد الفرحة- و المحرك الخفي في حالة الضبابية التي نعاني منها ، التوجس من (الثورة المضادة) استنذاف للجهد و محاولة ألهاء ، فالجيل الذي استطاع ان ينجو بثورته رغم محاولات التشويه الإعلامي قادر علي مجابهة محاولات الألتفاف من الداخل ، أيضًا التشكك لن يكون في نوايا الجيش و لكن جهازية التعامل مع الضغوط الخارجية لإدارة تلك المرحلة بصورة كلية ، أثبت الجيش المصري منذ اللحظة الأولي انه منحاز للشرعية و الشرعية يملكها الشعب و قد انتزعها من الرئيس المخلوع (لم يعد الرئيس بعد الأن بطريرك يملك ويحكم مدي حياته و يسعى لتوريث و لده ) الجيش كان يملك أن يصفي تلك البؤرة التي قادة و تزعمت الثورة ، الشعب القاهري قابل للانسحاق لم يعتاد حرب الشوارع ، صحيح أن الاحتقان كان سيلحق بالمؤسسة العسكرية هي الأخري ، لكن الأهم : أن النظام كان سيفقد أخر صمام أمان يملكه لانتقال أمن و سلمي للسلطة ، انتقال عصف به الشارع و هو ما أقلق قوي سياسية كثيرة سواء في الداخل أو الخارج ، مع بداية الصدام و حتي إعلان خطاب التنحي و استلام المؤسسة العسكرية زمام الأمور كانت المبادرة و الشرعية يملكها الشارع ، الأن الأمر شراكة بين الشعب و الجيش كما يقول الهتاف (أيد واحدة ) ؛ السؤال الأن: ماذا ستفعل تلك اليد في الأيام القادمة ، هل ستتحرر ألإرادة الوطنية من أنكسارات و أعباء حقبة الاستقرار و المعونة المذلة أم إنها ستعمل لضمان عدم فقد النظام لصمام أمانه في انتقال أمن للسلطة يتيح بعض الإصلاحات الاقتصادية و الاجتماعية و يبقي علي جوهر الحياة السياسية كما كان ، بمعني تعريفي أكثر : هل سيكتمل حلم التغيير أم أن الثورة ستتوقف عند عتبات ألإصلاح ؟ مع العلم أنا الإصلاح كمشروع تم وأده منذ انتخابات عام 2005 ؟
يظل السؤال معلوماتي أكثر منه معرفي حتي تفصح الأيام القادمة أكثر.
لكن ما نعرفه اليوم أن الجميع معني بطبيعة آلية انتقال السلطة في مصر ، بينما المصريين (في المواصلات العامة علي الأقل) أكثر ما يشغلهم طبيعة الشخص الذي سيتقلد السلطة . و أظن أن ذلك خطاء يمكن أن يوقف مد الثورة عند عتبات الإصلاح
هامش : هانى مهنى - يحى مجاهد سابقا .. أحد مدونى الموجة الأولى للتدوين المصري وصاحب مدونة الله .. الوطن .. فاطمة و التى أغلقها منذ عدة سنوات فى ظروف غامضة