معركة كوبرى قصر النيل

'
 التاريخ الحديث هايفتكر المعركة دى "معركة كوبرى قصر النيل" .. المرة دى لم تكن معركة ضد الصهاينة ولا الإنجليز بل كانت مع جنود المحتل الجديد الجاثم على صدورنا .. قاتلنا بإموالنا .. وسلاحه أبنائنا من الشعب نفسه
المعركة كانت على حق مشروع وبسيط جدا  كان عبور أخر ولكنه ليس عبورا لخط برليف ولا النقط الحصينة .. عبور يومى معتاد للقادمين من ميدان الجيزة عبر شارع مراد .. لأخواتهم المحاصرون فى ميدان التحرير يوم جمعة الغضب .. سلاحهم الوحيد زجاجات الخل ومشروب الكوكاكولا وبعض الكمامات والبصل
المكان دة و فى مربعات صغيرة وبالرغم إختناقى المتكرر على أثر قنابل جنود الإحتلال، أستطعت تمييز الكثير من الوجوه التى لم أكن أحلم يوما أن أراها فى مربع طول ضلعه عشرة كيلو مترات 
أستطيع ان أجزم إننى واحد من المصريين الذين يعرفون طوب الأرض، حياة صعلوك هوايته الأولى التعرف على البشر، حلم أن يحيا يوما يراهم مجتمعين على إختلافهم الثقافى والإجتماعى و  و وعلى شىء واحد .. حب مصر والحرية والكرامة
محمد فوزى سكرتير تحرير الدستور يحتضننى مهللا .. جوهر وشلة الجيزة الجميلة يهتفون .. أخى وصديقى سيد المشاغب "كابو التراس وايت نايتس" يمسك بيدى ويحتضننى ونكمل اليوم فى قتال ومقاومة طويلة مع رجال الألتراس بعد أن كنا متخاصمين لشهور .. لبنى عقرب الجميلة الأرستقراطية نوعا بنت البلد قلبا فجأة تظهر وانا شبه مغمى على وقد إبتكرت بخاخة للخل ترش بها أوجه المتظاهرون فاقدى الأمل تحت أثر الغاز لتسقط هى وبخاختها على الأرض بعد أن حاصرتنا قنابل الغاز وتقولى محمود سالم "  ساندمونكى" بيموت قدام (لأنه قرر هو وصديقنا رشيد التعامل مع قنابل الغاز عن قرب وتكوين خط أمامى يتلقف القنابل ويتخلص منها بالرمى فى النيل على جانب الكورنيش أو بعيدا عن المتظاهرين عندها سقط رشيد تحت تأثر الغاز وقرر محمود إستكمال التخلص من القنابل وحده) .. عزة مغازى أختى وصديقتى الصحفية الصعيدية الأصيلة  تنقذنى بإسعافات البصل البدائية بعد أن كنت أتمنى الموت للخلاص من الإختناق ونتوه من بعضنا على أثر هجمة قنابل أخرى .. عبدينهو "كابو ألتراس أهلاوى" وأحضان و إسعافات سريعة وأنا أرى رأسه ملطخة بالدماء للمرة الثانية منذ يوم الثلاثاء  .. أصدقاء ووجوه لم أرها منذ أن كنت فى الجوالة بالجامعة نتصارع على المركز الاول فى النشاط الكشفى لإسبوع شباب الجامعات .. رسامين كاريكاتير .. واحد حضنى وإجتهدت لأتذكر إنه كان عازف أورج فى الفرقة اللى كنت بغنى معاها فى الافراح فى السويس .. ناس من تويتر .. مدونيين .. حتى الديلر اللى كان بيقف قدام ماكدونالدز المقفول فى الجيزة
اللى يقول أنها مش ثورة شعبية حطوا صوابعكم فى عنيه .. اللى يقول على الناس دى عملاء إقتلوه  .. فالموت أكبر راحة من الغباء
وأنا أعبر شارع مراد مع الجموع .. كان يمشى بجوارى راجل بيجرى بالفانلة والسلب لا يعرف من الهتاف شىء فاض به الكيل فصرخ .. إرحل يا مبارك يا إبن اللبوة 

المشاركات الشائعة