مصطفى عطية مات .. و إيه يعنى؟
بعد حادث قتل مصطفى عطية .. القتيل الثالث بيد الشرطة فى شوارع الأسكندرية .. بدأت أشعر أن هناك متوالية زمنية ما مدروسة بعناية تنفذ بشكل جغرافى وزمنى وبطريقة منهجية .. هدفها أن تصبح قيمة الموت نفسه عادية .. ان يحمد المصريون ربهم على الوجود وكفا بها نعمة
بالظبط مثلما أصبحت اللحمة حلم نهاية الأسبوع، و الحصول على وظيفة فى حد ذاته إنجاز بغض النظر عن نوعها .. قيمتها .. مقابلها المادى .. حقوق العاملين بها من تأمين وأمان ... إلخ، أن تكون شاكرا على شهادة تخرج من تعليم و أن خالى الوفاض من أى تعليم .. أن تسجد شكرا وتسبح بحمد نظام صحة قد تحصل فيه يوما على تذكره علاج فى عنبر بمستشفى عدد نزلاءه قد يصلح ليكون عدد جماهير مباراة كرة قدم مثلا
هل تعرفون قصة سحب الخنزير؟ حسنا لمن لا يعرفها .. كان هناك رجلا فقير يعيش فى حجرة واحدة مع زوجته وأولاده .. فلما ضاقت عليه المعيشة ذهب إلى حاخام يشتكى إيه ضيق الأحوال و ذل السؤال ورغبته فى الإنتقال إلى مسكن أكثر إتساعا وبحبوحه .. فما كان من الحاخام إلا انه أعطاه خنزير حتى يتكفل برعايته إسبوع كامل، ما هى إلا أيام حتى تحولت حياة الرجل إلى جحيم بصحبة خنزير قذر فى حجرته الضيقة .. وماهو إلا أسبوع حتى سحب الحاجام الخنزير .. فخرج الرجل للشوارع مهللا فرحا سعيدا بحياته الجديدة
نحن نعيش فى زمن نظام .. يخرى علينا خرائه من مكانه العالى .. وعندما تضيق علينا الأرض بخرائهم .. يسحبون زراع السيفون قليلا .. ولكننا نبقى تحت تلك المؤخرات الضخمة إلى الأبد
نحن نعيش فى زمن نظام .. يخرى علينا خرائه من مكانه العالى .. وعندما تضيق علينا الأرض بخرائهم .. يسحبون زراع السيفون قليلا .. ولكننا نبقى تحت تلك المؤخرات الضخمة إلى الأبد
صراحة .. لا أستطيع كبح جماح نظرية المؤامرة، أنا معكم ربما تكون تلك الحوادث نتيجة وحشية أفراد أمن أغبياء .. ولكنها داخل منظومة قمع عملاقة قوية فى تجبرها وإستبدادها والتى تعطى الصلاحية و الضوء الأخضر للصغار قبل الكبار .. إقتل يا زكى يا قدرة .. يقتل زكى قدرة
المحصلة النهائية .. مواطنون غرباء فى وطنهم .. مهمشون فى مجتمعهم .. متفرجون على بلدهم ع الدش .. مرتعشين .. ساكنين .. شاكرين .. حامدين .. وربما مهللين .. على نعمة وجودهم أصلا فى الحياة