قلوب من الشيكولاته

لم يكن لقاء اليوم مرتبا ، فقط أخذنى الحنين لقوالب الشيكولاتة بالبندق التى كان يحضرها لى لألهو بعدها بسياراتى الصغيرة بفم يغطيه اللون البنى المحبب للجميع
.
اسرع الخطى بجلبابى الابيض الأسوانى الذى انتقته لى الجدة رشيدية من دولاب أوضة المسافرين و هى تتمتم بكلمات غير مفهومة حول سر الطول الفارع لنسل بشير الذى جاء مختلفا عن قصر القامة الضارب فى جذور العبابده ، لم اعيرها اهتماما و هى تسخر من عدم قدرتى على أرتداء الجلباب فلطالما اضحكتنى حتى على نفسى ، اذكرها صغيرا و هى تدعو لوالدى بعد اجازة طويلة قضتها فى منزلنا شالله يخليه الدكتور جمال اكلنى اللحمة المدورة مشيرة للانشون الذى تعشقه اسرتنا و الذى كان بالنسبة لى الرابط الوحيد الذى يربط والدتى بوالدى حتى بعد انفصالهم منذ زمن بعيد
.
احاول ان اخفى احراجى من ذلك الجلباب القصير و عظام ترقوتى البارزه منه كدليل اخر على انتسابى لنسل بشير عريضى الأكتاف و التى سقطت تلك الميزة من والدى بسبب انحنائه الدائم سواء منكبا على انابيب اختباراته او كتبه و ابحاثه ليعلن فى تحد لجدى انه صاحب اعلى شهاده فى العائلة و الوحيد المتنصل من عرض اكتافنا
.
انحنى مقبلا يده المعروقة و التى لطالما اعطانى دروسا فى الأعتماد على النفس شارحا اياها بمساعده خطوط كفه و خشونته ، و التى كانت سببا لتركى احدى صديقاتى عندما اشتكت من خشونة يدى فى الايام الاخيرة بسبب رسمى للزجاج و اصرارى لان تكون حرفتى و صنعتى ، لم اجده مستنكرا لحضورى المفاجىء و كأنه على علم مسبق به ، يشير الى بالجلوس قبالته فيبتسم قائلا وحشتك الشيكولاته مش كدة
.
جئت لتخبرنى عن قلبك المريض ، قالها و سكت ليفسح لى مجالا للبكاء و حسن فعل فلا اجد ردا على سؤاله و لا مهربا من نظراته ، فمنذ ان عرفت بمرضى لا املك الا البكاء ،يقطع صمته قائلا
.
قلوبنا يا بنى تماما مثل قوالب الشيكولاته التى تعشقها ، كلها ضعيفة واهنه سرعان ما ترتد لصورتها الاصلية ان لم تتمسك بالبقاء، بقائها فى تماسكها على هيئتها و صورتها التى صارت عليها لتغدو قالبا صلبا يتشكل ليوهب السعادة لقلب طفل انفق ساعة من البكاء لوالده ليحمله على شرائها له بالرغم من ضيق الحال

المشاركات الشائعة