على حافة الحب و الكراهية
أرانى و قد وقفت وحيدا على شاطىء بعيد
لا أشعر ألا بأبتلال قدماى الحافيتان من حين لأخر
و لا أكاد أرى سوى أشباح سفن على البعد تحاول أن تصل
إلى ما كنت أتخيله صغيرا بأنه نهاية العالم
أخط بأصبع قدمى على الرمال محاولا فى عبث
أن أزيح معاناتى جانبا
أجدنى و قد رسمت خطوطا بدائية
سرعان ما أمحوها فى عصبية
مقررا الرحيل فلقد بدأت للتو بذلك الرسم اللعين
فى عزف ترنيمة أخرى
حبيبة هى
نسبح سويا فى بحور من رقصات التانجو
فالتانجو و العشق عندى سواء
أبحر فى عينيها لثوان معدودة
و أنا أطيح بجسدها فى الهواء ليعود ليستلقى
على ذراعى الممدودة لتحتوى الخصر الدافىء
فتدفعنى فى دلال لنعاود الرقص من جديد
أترك يدها لنتباعد ... خطوات قصيرة أحسها أميالا
لنعاود العناق الدافىء بعد خطوات من الرقص المتمهل
نرقصها فى بطء لنشعر بلذة القرب بعد أن باعدت بيننا المسافات
فأطرب لتأوهاتها الرقيقة و أشعر بالبرودة
كلما سمعت التانجو وحيدا
بعيدة هى
أغمض عيناى محاولا أستجداء النوم
وحيدا على فراش بارد أنظر الى الجدار
و قد تكور جسدى محاولا أن يشحذ الاحساس بالدفء
أصب لعناتى على اللاشىء
فلا يوجد بد من السباب فالنوم لن يأتى أبدا
تعزينى هى
أشكر رسولنا الوحيد
فى بعد القارات
حتى و إن كان الاسلاك
يأتى الصوت حزينا يحمل بقايا أمنيات
قد كان لك عندى ذكرى
واتتنى بعد رقصاتنا المحمومة
فحملتها طائرة الى موطنى و انا لا اشعر
فتأتى البشارة متشحة بالسواد
ذكراك كانت بداخلى
و الان
أحسبها عن الله
ثائرة هى
مع كل كل رسول يأتى
تهتز له مخدتى و يقفز قلبى لسماعه
فلا أجد الا اللعنات
على الاقدار
و المسافات
و بعض من اللعنات على الجنسيات
و ما ذنبى انا ؟
ما بين الشد و بين الجذب هى هى
أعلن أنى سأعتزل الرقص
فلقد تعبت من قلته
تعبت من النوم وحيدا
تعبت من حبى لعناقك راقصا
أشعر ساعتها بدفء ذات الخصر
و ببعض التربيت على الكتف المتخازل
و بعض من زفرات ساخنه
أدرك بعدها انى أتوهم
فما زالت رغم الكلمات تخيل
فتتعب هى
و تقرر الاعتزال
فما عاد تخيل ينفعها
و لا ذكرى الرقص
ساعتها زفراتى و كلماتى تجدى
ثم نعاود نفس الكرة
فاتعب تارة
و تتعب تارة
قادمة هى
أشرع فى جمع أسطواناتى
فذكرى رقصتنا الاولى تدق الابواب
و البحث المحموم على موجة
تركبها لتعبر شطئان
انهكها و انهك صبرى معها
فشرعت لألعن ذا التانجو
واما الباقى سأتركه لأحكيه لراقصة أخرى
فبرغم واقعه المؤلم
سأركبه كجناحات وردية
أطير بعدها لأحلق
بعيدا عن سماوات الانسانية
فبعد تلك الرقصات
أدركت بأنى كنت ملاك