لا .. لن أكون مثل عم إيميل أبو جورج
كانت ضرورة حتمية أن يصل صديقى العزيز أيـــوب الى ذلك التحليل لنهايتى ومصيرى
فبعد يومان بلياليهم قضيناهم سويا فى المناقشات و المجادلات و الحكاوى و الضحكات
و القفشات و الخد و هات و الحديث عما مضى و ما هو أت
سكت أيوب بعد أصغائه لحكايتى لأكثر من أربع ساعات يتخللهم ركوب مواصلات
و سحور و تليفونات و صعود سلالم ثم الراحة على أريكة أيوب
لأختم القصة بسوداويات نهايتها
كسر أيوب صمته بحكايته عن عم أيميل أبو جورج
ذلك الشاعر الموهوب الذى كتب له بعض من شعره فى السابق
و الذى خرج من سبع دول عربية موسوما منها بأختام الخروج بلا رجعة
لخطره على أمن تلك البلاد و أستقرارها
و من فعل التعذيب أصبح يهزو و يشطح بخياله
و يتكلم عن طاقاته الروحانية
و ادراكاته لمكنونات و أسرار ذلك الكون
و عندما لمح أيوب تلك النظرة المستخفة فى عينى راح يقرض بعض من أشعار
عم جورج التى ما زادتنى الا ذهولا من فرط حرفيتها
و تعارضها مع شخصية عم جورج الغريبة الاطوار
ادركت قبل أنتهائه أننى المعنى من تلك القصة
و صرح اننى سوف أصبح مثل عم إيميل أبو جورج
أدور أهذو فى الطرقات و قد عذبتنى و قتلتنى مواهبى و قدراتى
التى افنيتها فى عالم أشارته سالبة على حد قوله
و انا المعذب الذى يحمل الاشارة الراديكالية الموجبة
و الطبيعى ان حاصل الضرب سوف تكون نتيجته بالسالب المغارى
و يضحك متندرا من كون أسم دلع عم إيميل هو ميمى
و الذى يفرق بحرف واحد عن اسم دلعى و تهشيكى
ينتهى أيوم من تحليله بنصيحة الاخ
أما بتغيير الوسط السالب الذى أحيا فيه
أو تغيير أشارتى التى أصبحت غير مرغوب فيها
يتركنى ايوب لأغرق فى نوم محمل بأطنان من الكوابيس
أرى فيها نفسى و قد صرت مجنونا اقرض الشعر فى الطرقات
و ارسم بأصبعى على تراب الشوارع رسوماتى
التى حرمنى القدر من رسمها بشكل طبيعى
و اتحدث عن قدراتى الخفية السيبرية على رؤية
مسخدمى الانترنت مجردين من ملابسهم أثناء وجودهم على الشبكة
و أغنى الحانى القديمة على النواصى شاخذا جمهور قد تخليت عنه فى السابق
و اقص على المارة تفاصيل ثورتى الحمراء
التى أقتحم فيها العمال و الفلاحين القصر الجمهورى
و بين موجات العرق المستبد بى من جراء كوابيسى
أشعر بالاختناق لأننى لست نائم على الاطلاق
بل فى قمة الشعور و الادراك
و قد أطلت بعض الذكريات عن لحظات من التجارب
الهذيانية فى الماضى
تصورت فيها أننى رب هذا الكون الاعلى
فعذرا صديقى فقد كنت صادقا
فأنا مثل عم إيميل أبو جورج
من قبل أن تعرفنى