تغطية كاملة لحفل المدونين الاول

كان عندى يقين أن تلك التدوينة ستكون التاريخية من بين تدويناتى السابقة كلها و من أول النهار أدركت أنه يوم مختلف كان يحمل بين طياته العديد من الاسئلة التى حركها الحدث المرتقب و جعلها تطفو على السطح بقوة و تفرض نفسها فى هجوم كاسح على جميع أفكارى و خطتى لتلك الايام التى كنت أحسبها سوف تمر رتيبة و على نفس الوتيرة الكئيبة الخالية من بارقة أمل لن أطيل عليكم فى المقدمات لأنى و لأول مرة سوف أشرع فى البدء بكتابة أطول مدوناتى تابعوها لأخر كلمة فهناك الكثير من التفاصيل الدقيقة التى تستحق القراءة فتلك دعوة لقراءة تجربة عن كيان كلنا جزء منه و شاركنا فى بنائه الى أن خرج للنور بتلك الصورة المشرفة

بالرغم من عدم تواجدى بالقاهرة هذه الايام إلا اننى كنت من أول المتواجدين فى نقابة الصحفيين من الساعة الخامسة و النصف

و على البوابة تسائلت عن الحفل و إن كان موجود من عدمه كعادتى دائما على بوابات المؤسسات و الهيئات و كالعادة و لأن عندى مبدا أن

لكل مكان حمار وظيفته الاساسية تعكير صفو المحتفلين بأى مناسبه مارضيش يكسفنى و ظهر بسرعة على البوابة و فاجئنى بقوله أن

الحفل للصحفيين فقط .... أنت صحفى ... كعادتى عليت صوتى و قلت انا مدون مما اضطره انه يحولنى لشاب تانى بارد علشان يتعامل

معايا و اللى بعدها بدقائق كنت داخل القاعة ... دايما بستغرب انى دايما فى اى مكان بيكتب ليا انى اشوف البروفات النهائية لأى عمل

و من أول ما دخلت القاعة سمعت صوت جماعى أكثر من رائع فمنيت نفسى بسهرة منذ فترة لم أقضيها و لم استمتع بها و لم اخفى اعجابى

هذا فشرعت بأخراق قملى و كتبت تعليق بسيط علشان الزهايمر اللى بيجيلى الايام دى

خرجت من القاعة و روحت أفتش على أى وجه معروف وأسأل يحيى عن أى مدون فبائت المحاولات كلها بالفشل

و مع مرور الوقت لمحته قادم بشنطته المعهودة أنه عمرو عزت أو كما أسميه رأس الحكمة للهدوء القاتل الذى يتمتع بيه و ردوده المتزنة

و لى مع عمرو مفارقة طريفة و ذلك لانى و منذ أول مرة رأيته على وثائقى الجزيرة أحسست انه سيكون أول مدون اقوم بالتعرف عليه فى

أقرب تجمع للمدونين و قد كان أتى متهلل الاسارير سارع بمصافحتى ثم كلمات بسيطة بعدها احسسنا أننا اصدقاء منذ فترة طويلة

بعديه ظهر الافغانى بنظارته و كلماته التى بعضها يائسة و البعض الاخر ثائر و الكثير منها مضحك و بعد عدة جولات و سلامات

سألت على المدون الذى احببته و أعجبت به عن بعد سيزر و ذلك لان هناك الكثيريجمعناونشترك فيه و فوجئت و كأن الارض انشقت عنه

و قالى الافغانى اهو سيزر سلمت عليه بحرارة ودة الوحيد اللى كنت حاسس اننا اصلا اصحاب من زمان

بعدها أخرج عمرو عزت البوسترات المتضامنه مع المعتقلين و بدأنا نختار الاماكن اللى هانعلقها فيها و بعد ما انتهينا اصتدمنا بحمار اخر

معكرى صفو الاحتفالات و ساعدنا فى التصدى له الاستاذ القدوسى المسئول عن لجنة الحريات و التى كانت أبتسامته و شجاعته و نشاطه

الملحوظ مصدر الهام لنا جميعا

بدأ تهافت المدونين و كان ضعيفا فى البداية مما اضطرنى للبوح لعمرو عزت بخوفى من الحضور القليل و ما أستغربتش لما قال نفس

كلامى و أنه خايف من نفس الموضوع ... خرجت أشترى سجاير لقيت اخوانا البعدى جوم و ملوا المكان بنجومهم و نسورهم الملدعة

على كتافهم و مرة تانيه و كالعادة لما بشوفهم بيتملكنى الاحساس المقرف انى أبصق عليهم و أطلع اجرى و أقطع نفسهم

لما مشيت شويه لقيت العربيات المدرعة واقفه فى الشارع الجانبى للنقابة و متحضرة لأى ظرف طارىء

أتعرفت على مدونين كتير جدا من ضمنهم اليائس المكتئب دائما الاخ النديم و اللى تعبت لما وقفت جنبه خمس دقايق بس من شدة أكتئابه

اللى خلانى اتصور انه بياكل و يشرب أكتئاب

ناس كتير بتيجى و تسلم منهم اللى بيذكر أسمه و منهم اللى بيسلم بحرارة و يمشى ... أنشغلت انا و عمرو عزت فى المناوشات مرة

أخرى مع حمار مسئول عن القاعة و رفضه اننا نعلق البوسترات على الحيطان الرخام علشان السوليتب ما يلزقش فيها هاتسألنى

أزاى هاقولك أيش عرفنى

بعد كدة فضلنا نتوه من بعض و نتقابل و كل واحد ينشغل بحوارات مع ناس و نتقابل تانى و نتكلم فى الترتيبات و عدد الحضور

اللى كان قالقنا كلنا ... و كأنها نتيجة أمتحان

حضر مالك ... و يمكن دى كانت أول مرة أشوفه على الحقيقة .. الكل سلم عليه أطمنوا على صحته و غطس مالك ما شوفناهوس الا جوه

القاعة بعد كدة... بعد شويه حضر والد علاء روحت سلمت عليه بسرعة و سألته عن علاء و عن أخر مرة شافه فيها ووصيته انه يوصله انه ما يكتبش تدوينات متشأمة تانى لانها بتسرب اليأس للجميع ... سألنى اوصله الكلام بأسم مين قلتله جيمى

و لا أقولك يا عمو قوله مدون و خلاص ... قالى حاضر يوصل

و مع بدايه أقتراب موعد الحفل كان الحضور رهيب لدرجة ان سيزر قالى احنا نقعدهم و نقف أحنا مش مهم

لان فعلا كان باين قوى أن المسرح مش هايكفى كل العدد دة اللى بيزيد مع أقتراب موعد الحفل

و فضلنا ندخل الناس أنا و سيزر علشان نبدأ

لما دخلت القاعة أتفاجئت بالعدد الرهيب دة ... فرحت جدا

و بدأ الحفل بفيلم وثائقى عن المدونين المعتقلين و مظاهر بطش جحافل امن الدولة بالمتظاهرين و كانت كل ما تيجى صورة شرقاوى

كان جسمى بيقشعر بجد و أتمنى انه و علاء يكونوا موجودين معانا و شايفين النجاح دة كله

بعد الفيلم دة أتعرض وثائقى الجزيرة عن المدونين و مع ظهور كل واحد كان الجمهور بيصقف و كان دة بيتكرر مع كل كلمة جميلة يقولها

مدون و أطرف حاجة لما الست اللى حييت الوالى مبارك و دعيتله و قالت انه سكرة الكل انفجر بالضحك و بصراحة انا كنت مستنى الحته

دة بالزات علشان افطس انا كمان

ثم بدأت قنبلة الحفل مع فرقة حالــة

شباب بسيط جدا طالعين بملابس كاستور الشغل الجماعى ليهم روعة و إيمائتهم إيحائاتهم و هما بيغنوا كانت حدث الجماهير كلها

و من أبرز ما قاموا بأدائه و غنائه

خيار 76

و اللى انفجر الجمهور كله لما قالوا

دة خيار على ابوة 76

قوموا يالا خدوه 76

بعدها اتقالت قصيدة و لا اروع قاموا فيها بمخاطبه الوالى الحاكم

و بعدها كانت اجمل التلميحات حينما اتجهوا الى صورة بلياتشوا معلقة فى برواز و غنوا

عم يا صاحب الجمال أرحمنى دة انا ليلى طال

شوفلى جمال على قد الحال يعوض صبرى اللى طال

و اللى بعدها كان التصفيق حاد جدا من جمهور الحضور

و بعدها كان فاصل من الزجل عن الموالسين للحكم و مع حكمه

مدام الامير زمته أنتيكة لازم الرعيه تكون وحلانة

ثم اتجهوا لصورة الارجوز و انشدوا و هم يقدمون فروض الولاء و الطاعة

عشان ما نعلى و نعلى و نعلى لازم نطاطى نطاطى يا ابن الواطـــى

و بعدها قدموا فاصل من الضحك على غناء وطنى حبيبى الوطن الاكبر مع التركيز على ان الانجازات فعلا بتكبر و تكبر

ثم أغنيه وطنى حبيبى مع فاصل من الرعب و الهروب أمام الجيوش المعادية

ثم شعر حتحور ضاربين المثل الرائع عن مصر و ما يحيق بها من ظلم

و قاموا بقلب صورة الارجوز و هم يرددون جملة اذكر منها

ينبغى عليك أن تدعنى أحيا

لاننى بحاجة الى الحياة

لا الى الموت فأنا بعد لم أمت

ثم أغنية مراجيح و الدنيا بحالها مراجيحو أغنيه هيلا هيلا

ثم كان الختام الرائع

حيث قام الجمهور بالوقوف و التصفيق لمدة خمس دقائق كاملة تصفيقا حادة لهذا الفريق الاكثر من رائع

و فى خضم تلك المشاعر المتدفقة و الحماسية

أطل علينا والد علاء بكلمة علاء و شرقاوى و الشاعر لكل المدونين الحاضرين للحفل

و كانت كالتالى نبدئها بكلمة الشاعر

تتحياتنا لكل الدونين المصريين على ما بزلتموه من جهد رغم شدة أساليب النظام فى التعسف ضدنا و لن تنكسر مهما رفع النظام اسوار السجون عاليا تحياتنا الى الزميل وائل عباس و منال و عمرو غربية و مالك مصطفى تحياتى لكم كريم الشاعر

أما كلمة علاء و شرقاوى كانت كالتالى

إليكم أنتم الى كا من يحاول من أجل دولة حرة من أجل الحق و الحرية تحياتناو تقديرنا الشديد الى كل الذين اعرفهم و من لا أعرفهم بكم سنبلغ فجرا جديدا فجر الحرية قادم بكم و بكل وطنى مخلص للحق فانا شخصيا عاجز عن كتابه اى كلمات أستطيع بها وصف أمتنانى و شكرى اليكم الى جين و منال و نوريونس و دعاء الشامى و مالك مصطفى و عمرو عزت و احدم غربية و عمرو غربية الى رضوى و ابليس و اليكم جميعا نشكركم جميعا و نتمنى ان نلتقى قريبا

تحيتنا الى المدونين المصريين بقوتكم نحن اقوياء

كل ما حدث و سيحدث نعلم انكم من ساهمتم فى تحقيقه

محمد الشرقاوى

علاء سيف

سجن طرة

زنزانة 1 - ب ملاحظة طبية

ثم جائت بعدها التجربة تجربة عمر مصطفى و فرقة الجميزة

الذين امتعونا بفاصل من الغناء الرائع على اوتار عمر مصطفى الاكثر من رائع

و من أبرز فقراتها أغنيه كراسى تيفال

و اللى لقت قبول و تصفيق حاد من الجماهير

تلتها أستراحة خرج البعض من القاعة و كانت الايادى تسارع بالسلام علينا و كأننا أبطال قوميين

كالعادة بيظهروا معكرى صفو الحفلات و المناسبات علينا و المرة دى كان اتنين صحفيين من روزاليوسف

و اللى مش هاذكر نقاشنا معاهم انا و الافغانى و جيفارا

بس هاذكر كلمة مميزة من اللى قالوه

انتوا مين اصلا علشان يتعملكوا كل الضجة دى

انتوا اصلا مش هاتغيروا حاجة .. روحوا شوفوا ليكوا حاجة افيد من دى

انسحبت منهم لانى اصلا دماغى بتصدع بسرعة من الجهلة دول

و سيبت جيفارا و الافغانى مشتبكين معاهم

و اثناء وقوفى انا و مالك حاورتنا مخرجة من الام بى سى و أرادت عمل لقاء مع مالك اللى رفض

و قالها اعملى لقاء مع الناس دى اللى منظمين بس انا لا

و لما سألتها أخر الحفل عن موعد أذاعة التغطية دى

قالت يوم الجمعة الساعة العاشرة فى برنامج اليوم السابع

على قناة الام بى سى

ما كانتش دى الاولى كان فى جيوش من الصحفيين اللى عايزين يعملوا حوارات معانا و كنت بحس من نظرتهم اننا كائنات فضائية

ماعدا عزة الصحفية بشباب مصر و يمكن الىل غير فكرتى عنها انها حضرت الحفل بالكامل و كانت قاعدة جنبى و تقريبا بكت على احدى

الاغنيات و دة اللى دفعنى لما طلبت حديث أحضرت ليها سيزر و انا كمان اديتها حديث ربنا يستر بقة بعد نشره هايحصل ايه

مع انى أكدت عليها أنها تنشر كل كلامى و هيه وعدت بكدة و دة اللى خلانى احترمها اكتر

ثم جائت فرقة ضــى

مطلة علينا بثوب ملكى من الفن الجميل

كانوا أكثر من رائعين و اندمجنا معهم و مع فنهم لاقصى درجة

و مع كل أغنية أو فاصل شعرى كانت حالة النشوة بتزيد

مما دفعنا لطلب تكرار العديد من الفقرات

كان من أبرز تلك الفقرات

أغنيه حرج عليا عدلى ما أروحش مظاهرة

و اللى اتغنت مرتين من كتر ما الجماهير حبوها جدا

و مع انتهاء فقرة فرقة ضى

أنتهى عرس المدونيين المصريين الاول

فضلنا نتكلم شويه انا و سيزر و الافغانى و جيفارا

و يمكن الوقفه القصيرة دى

طلعت فكرة هايلة جدا هانطرحها فى القريب العاجل أن شاء الله

و اتمشينا نتناقش لحد رمسيس

و كل واحد سلك طريقه

و اول ما شوفت كمبيوتر جريت اكتب التدوينه دى

دة بعد ما لقيت عمرو عزرت وفى بوعده و رفع الصور اللى صورناها بكاميرته

يمكن نسيت تفاصيل كتيرة و أحداث حصلت كتير فى اليوم دة بس اكيد لما أقعد كدة و أركز هاكتبهالكوا تانى فى الاعادة

يمكن انا كنت مستعجل شويه انى اكتب التدوينه دى علشان ما افقدش الحماس أو أنشغل بشغل يعطلنى عنها

و لما الوقت يسمح هاعيد الاخراج بتاع التدوينه دى و هاضيف فيها كل الاحداث و المواقف اللى سقطت سهوا

المشاركات الشائعة