انتهازية الذقن الحنونة

اخبرني منذ فترة انه سيصوت للكتلة المصرية وبعد عدة زيارات لشارع محمد محمود في الاحداث الاخيرة قرر انه لن يشارك اصلا في التصويت قائلا : عوضنا علي الله في ال ٥٠٠ جنيه الغرامة
الليلة الماضية فتح حديثا مقارنا الأخوان بالسلفيين وظل يشرح انه قد يتقبل الاخوان كفصيل سياسي بعيدا عن شعار "الاسلام هو الحل" بينما لن يتقبل حزب النور مثلا لانه متشدد لأقصي درجه وهو المجرب للتشدد في السعودية وراح يعد لي سيئات هذا التشدد المستقبلي وكيف انه يعرف بعض "الضرييبه" و"الخامورجية" الذين صوتوا وسيصوتون لحزب النور علشان ينالوا البركة وحسنات التصويت للاسلام
قلت له "وإيه رأيك في اللي يقولك ان الاخوان والسلفيين هايضربوا في بعض الفترة الجايه؟" قلبها في دماغه وقالي : تصدق صح!
رجعت البيت وجدت انتشارا واضحا في الشبكات الاجتماعية لصورة دعائية لحزب الحرية والعدالة الاخواني، وفيها فتاة تحمل علم الحزب وشعار" بنات مصر اختاروا الحرية والعدالة .. يالا نكمل" والتي راح بعدها المعلقين علي الصورة في بحور من التعليقات المتناقضة والمختلفة والمتنوعة في التشدد والسخرية والقاء التهم علي الاخوان جملة وتفصيلا اضافة الي الدفاع الاخواني عن وجهة النظر من الصورة .. وبعيدا عن التعليقات علي الصورة التي من الممكن ان نعتبرها بداية المناوشات بين الاخوان والسلفيين علي الإنترنت لننظر الي الصورة قليلا
البنت "الموديل" بنت مصرية تحمل ملامح ملايين البنات المصريات الجميلات، تلبس "حشمة" بدلة نسائية محافظة بيضاء اللون تغطي بحجابها "جيبها" ولا يظهر الا المساحة الشرعية من الوجه الذي كما قلنا من قبل انه جميل، خالي من الميكياج اللهم الا من بعض تهذيب الحواجب .. البنت "الموديل" مثالا لملايين البنات المصريات المحجبات اللهم الا ان اغلبهم يضعون الميكياج بالفعل ويلبسون الوان اكثر من الابيض وعلي الموضة الحديثة متمسكين بالحجاب المحافظ في نفس الوقت .. اذا لماذا يغضب الاسلاميين؟ الاخوان منهم والسلفيين؟ وان كانوا يرفضون الاغلبية المحجبة فما قولهم بالاقلية الغير؟
واحدة من المعلقين علي الصورة قالت ان البنت "الموديل" لا تشبه "الأخوات المسلمات" حسنا فما هو شكل الاخوات المسلمات؟ بأربعة عيون وانفين مثلا؟ ... يوجد حجاب .. ومحافظ .. وبدون مكياج .. ها وبعدين؟
حسنا.. الصورة وتوقيتها ينطويان علي ذكاء انتخابي للأخوان اضيف اليه مثلا اعلانهم التلفزيوني بأغنية "أهو دة اللي صار" هو يجاهد من اجل صورة ذهنية معتدلة امام السواد الاعظم من الشعب المصري يكتسب فيها مصداقية عند المترددين والخائفين من الاخوان، والغير مؤمنين بقدرة النخبة السياسية المطروحة علي قيادة الفترة القادمة
فلنترك الصورة الذهنية ونعرض للرسائل الواضحة كما خرج مثلا رئيس حزب العدالة والتنمية الاسلامي المغربي بعد فوزه بالانتخابات البرلمانية في ٢٥ نوفمبر الماضي مصرحا انه لن يتطرق الي أمور الحريات الشخصية واماكن بيع الخمور وما الي ذلك فكل تركيزه في الفترة المقبلة علي التنمية والعمل من اجل التراب الوطني المغربي، فلماذا لا يخرج علينا الاخوان او حزب الحرية والعدالة مثلا بخطاب رسمي وواضح يقتل الشك باليقين عند التحرريين والوسطيين والمتشددين معا؟
المعركة القادمة ستكون بين الاسلاميين الاخوان والاحزاب السلفية نابعها المنافسة السياسية والمنافسة علي "التعليم" علي وجه الاخر لكسب ارضية جديدة.
علي جانب اخر هناك معركة المدافعين عن الدولة المدنية وجانب الحاملين لفكرة استكمال الثورة بجميع اطيافهم علي اختلاف راديكاليتها الثورية
والرابح الوحيد المجلس العسكري .. يالا خلينا نشوف