محدث: لنصرة عباس إبن فرناس ضد فودافون

أطلقت فودافون إعلان جديد، هذا كل ما فى الأمر ..  إشتعلت الشبكات الإجتماعية إعتراضا على فكرة الإعلان معتبرينه إهانة للمقدسات العلمية العربية وإن فودافون شركة مارقة وخارجة عن الناموس العربى العلمى التراثى إلخ إلخ إلخ
واحدة واحدة .. إعلان عن إحدى خدمات فودافون إستخدموا فيه رمزية محاولة "عباس إبن فرناس" للطيران فى تناول كوميدى خفيف يستخدم لغة الشباب فى الشارع وعلى الشبكة ، الإعلان من وجهة نظر عاقلة بعيدة عن عصبية إختلاق القضايا عبر الشبكة و بعيدا عن حالة الحساسية الكوميدية، لم يقدم سوى رؤية كوميدية خفيفة لقصة محاولة الطيران بداية من تعلق عباس إبن فرناس "الأندلسى" بحلم الطيران بعد مراقبة طويلة للطيور فى محاولة لدراسة ميكانيكية الطيران الخاصة بها، ويتناول الإعلان ايضا الإتهامات  بالجنون لشخص عباس على اثر تلك المحاولة والتى تعتبر إتهامات عادية بالنسبة لعباس نفسه وبالتاكيد واجهها بعد إطلاع معاصريه علي فكرة طيرانه 
قفزة زمنية صغيرة للوراء بالتحديد إبان أزمة الرسوم "المسيئة" كنت قد قراءت وقتها مقال فى إحدى الصحف الأوروبية يتناول كاتبه - الذى لا أذكر إسمه- تحليلا لسيكولوجية إطلاق القضايا وتهييج الرأى العام عبر الإنترنت يقدم فيه عدد من النماذج و الأمثلةالتى تشرح فى بساطة نوعية الموضوعات المثارة وأداء الشعوب المختلفة وسمتهم فى التعامل معها على الشبكة بعدها وفى عدة دول ناقشت نفس الموضوع مع عدد من المهتمين بالتسويق على الشبكة  والمهتمين بسيكولوجية مستخدمى الشبكات الإجتماعية، المناقشات مفادها إن لكل فكرة مؤيدين ولكل إنطباع جماهير سواء سلبا أو إيجابا أسهلها تلك الإفكار والإنطباعات حول ما يقدمه الإنسان من إبداع يتناول المعتقدات والأحداث والرموز التاريخية  مع الوضع فى الإعتبار ان الأفكار المعارضة والإنطباعات السلبية هى الأكثر سهولة فى الإنتشار والترويج والحصول على مؤيدين بسرعة قياسية.. نظرية الغير معجبين دائما الأكثرعددا وأسبابا
حاولت تتبع الإنفجار الأول لإنطباعات المستخدمين على الشبكة حول إعلان فودافون، الغريب إنه منظم!! هل صادفت فكرة شعبوية فى الفترة  الماضية يتم الترويج لها فى أول يوم بتحيد الشبكات الإجتماعية المستخدمة ووسائل الإعتراض عبر خدمات كل منها سواء بالتعليقات أو تحديد هاش تاج ( بوتقة عرض ) عبر تويتر.. إلخ ؟؟ بكل هذه الإحترافية والوعى وعبر المنتديات؟؟
إذن الأمر إما موجه ( من منافسين أو من الشركة نفسها ) أو نحن أمام حالة رائعة وعصر جديد لإستخدام الشبكات الإجتماعية فى دعم الأفكار والإنطباعات الشعبوية عبر الشبكة التى من الواضح إنها دخلت مرحلة النضج التكنولوجى و أصبحت قادرة على كسر جمود وإحتكار النخبة المثقفة تكنولوجيا و صاحبة الهوى التحررى فيما يخص أفكار العامة و الشعبويين
بصراحة لا أريد الخوض فى قضية إن كانت فودافون مخطئة فى حق عباس إبن فرناس، ومشروعية وحلال و قدسية و إحترامية - إن صح قولها- إستخدام الإيقونات التاريخية والعلمية العربية فى إعلانات كوميدية وهل تناولهم بهذا الشكل يقلل مما قدموه من تاثير تاريخى أو إختراعات و إكتشافات علمية جليلة يحترمها ويقدرها العالم؟؟؟ بالقضية على بعضها تافهه
هامش لابد منه: كنت أنوى الكتابة منذ عدة أيام على إعلانات بيرة ستلا على طريق المحور وكوبرى أكتوبر الغير مذكور فيها كلمات ( بيرة - كحول - حتى كلمة ستلا نفسها ) الإعلان وعلى إستحياء ومحاولة إشعارك إن - معلش خليها عليك ، و إحنا محترمينك أهو -  جاء فيه "ظل" زجاجة البيرة ستلا الى الحد الذى وصل إلى إختيار نطاق لموقع الحملة على الإنترنت لا توجد به كلمة ستلا على الإطلاق.. خوفا وطمعا من اللى رافضين فى الحالة الأولى وطمعا فى تفهم عملائهم وشرائحهم المستهدفة .. و يمكننى ايضا أن اضيف حقيقة نقلها لى عدد كبير من أصدقائى العاملين فى مجال الدعاية والإعلان مفادها رفض المصممين وكتاب الإعلانات والفنيين العمل فى إعلانات الخمور بالرغم من تعاطيهم إياها .... إفهم و اربط إنت بقة
تحديث : الفيديو القادم والذى قمت بإضافته من خلال حساب فودافون على يوتيوب تم حذفه من قبل الشركة من على حسابها، فى رد على الهجوم الذى تعرضت له بسبب الإعلان
تحديث 2 : قامت الشركة برفع الإعلان مرة أخرى على حسابها على يوتيوب، مما أدى إلى حذف جميع تعليقات المستخدمين من الفيديو الأولى والإبقاء على نسخة جديدة بدون التعليقات سابقة الذكر

رفعت نسخة جديدة للإعلان بعد حذفه و حجبه من القنوات الفضائية .. من هنا 

المشاركات الشائعة