هل تذكرون عبده الأسكندرانى؟

هناك العديد من النظريات في أصل الموال حيث ينسبه السيوطي في كتاب "شرح الموشح" إلى عصر هارون الرشيد حينما أصر على جواريه أن يرثين وزيره جعفر البرمكي بعد بطشه به, فرثته جارية تدعى المواليا حيث قالت

يا دار أين ملوك الأرض أين الفرس

أين الذين حموها بالقنا والترس

قالت تراهم رمم تحت الأراضي الدرس

سكوت بعد الفصاحة ألسنتهم خرس 1

وبعيدا عن الأصل و الأصول فللموال عميد واحد .. عبده الأسكندرانى إبن الوايلى و إن كانت لإمبابة فضل كبير فى صناعة أسطورة عبده الأسكندرانى .. زوج الراقصة "سعاد ابو السعود" أرملة عازف الساكس "سامي أبو السعود" شقيق الفنان " حسن ابو السعود" ووالد "عزة ابو السعود" الفنانة الإستعراضية

بداية تقليدية لفطاحل المطربين .. مقرىء للقران كانت بداية عبده ، إلا ان روحه الشغوفة بالفن والفنانين حالت دون إستكماله لمسيرته كمقرىء ليتقلد عمودية الموال المصرى دون منازع و ليرسم لجميع من بعده خطا فنيا ينسب لأسمه

ظهر عبده الأسكندرانى ليكون مختلفا عن الجميع ،و كان قد إتخذ "سكة" أنور العسكرى أحد أعمدة الموال المصرى طريقا ليتمكن من "عفق" صنعة مواله ، ولعل أحد أسباب إختياره هو التشابه الواضح فى خامة صوت عبده وأنور العسكرى، ليذهب الى ماهو أبعد من ذلك فنجده متاثرا فى فترة من حياته بأستاذ أستاذه محمد عبد الجليل أسطورة الموال فى خمسينات القرن الماضى

وينسب لعبده إنه صاحب الفضل فى "تسريع" إيقاع وزمن الموال ، ليصنع مزيجا ساحرا بصوته و"عربه" القوية الساحرة و ذلك الإيقاع السريع الكاسر لجمود إيقاعات الموال التقليدية البطيئة التى تعطى للمطرب مساحات صوتية يتحرك فيها بحريته معتمدا على صوته و بعض الزخارف الموسيقية ، إلا انك مع عبده الأسكندرانى تجد نفسك مبهورا بالكلمات متأثرا بجمال صوته لاهثا وراء الايقاع المتصاعد المعجون بزخارف وتقاسيم الأوكورديون و الناى سواء فى "المردات" أو الفواصل

كلامنا زى الدهب غالى .. بننصح به كثير من الناس

المستمع لمواويل عبده يشعر و كأنه جالس مع جده أو عجوز حكيم يتلو عليه الحكمة مضفرة بالموسيقى ، حكمة شعبية صنعت أسطورة موال الحكمة لدى عبده بمعانى شعبية واضحة تحوى الرجولة و الشرف و الأصول والمعاناة فى ظل ضيق الحال و لوعة القلب

ولعل هذا السبب هو ما دفع العديد بالإقتداء بعبده و إعادة إنتاج كلمات مواويله ، التى إنتشرت و ظلت حاضرة بقوة فى عالم الموال 

فيكفيك أن تعرف أن معظم المواويل الإفتتاحية للأغانى الشعبية ماهى إلا أجزاء من مواويل طويلة لعبده تمت إعادة إنتاجها سواء بتوزيعات جديدة أو بأسلوب مختلف تماما مثل موال "عصفور ضعيف الجناح " الأشهر على الإطلاق - ماهو إلا جزء صغير من موال "سجان الغرام "واحد من المواويل الطويلة التى صنعت شهرة عبده الإسكندرانى

ويروى فى فى إسناد ضعيف إن محمد عبد الوهاب نفسه هو أول من أطلق لقب "عميد الموال" على عبده الأسكندرانى ليلتصق اللقب بصاجبه لأخر عمره ويرحل عميدا للموال لقبا و مكانة